قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله ' إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم ' قال : المنافقون لا يدخل قلوبهم شيء من ذكر الله عند أداء فرائضه ولا يؤمنون بشيء من آيات الله ولا يتوكلون ولا يصلون إذا غابوا ولا يؤدون زكاة أموالهم فأخبر الله تعالى أنهم ليسوا بمؤمنين ثم وصف الله المؤمنين فقال ' إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم ' فأدوا فرائضه ' وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا ' يقول زادتهم تصديقا ' وعلى ربهم يتوكلون ' يقول لا يرجون غيره وقوله ' الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون ' ينبه تعالى بذلك على أعمالهم بعد ما ذكر اعتقادهم وهذه الأعمال تشمل أنواع الخير كلها وهو إقامة الصلاة وهو حق الله تعالى وقال قتادة : إقامة الصلاة المحافظة على مواقيتها ووضوئها وركوعها وسجودها ' أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم ' وقوله ' أولئك هم المؤمنون حقا ' أي المتصفون بهذه الصفات هم المؤمنون حق الإيمان .
عن أبي سعيد الخدري قال خرج معاوية على حلقة في المسجد فقال ما أجلسكم قالوا جلسنا نذكر الله قال آلله ما أجلسكم إلا ذاك قالوا والله ما أجلسنا إلا ذاك قال أما إني لمأستحلفكم تهمة لكم وما كان أحد بمنزلتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم أقلعنه حديثا مني وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه فقال ما أجلسكم قالوا جلسنا نذكر الله ونحمده على ماهدانا للإسلام ومن به علينا قال آلله ما أجلسكم إلا ذاك قالوا والله ما أجلسناإلا ذاك قال أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم ولكنه أتاني جبريل فأخبرني أنالله عز وجل يباهي بكم الملائكة (أخرجه مسلم)