****
الأشهر الحرم ****

*********************
مع بداية كل
عام هجري تتوق النفس لبداية جديدة مع ربها،

ويحاسب كل منا نفسه على ما اقترف في
عام مضى،

ويستعد بالطاعة لما هو
آت.


وتبدأ
السنة الهجرية بشهر من الأشهر الحرم وهو ( محرم ) كما تنتهي بشهرين منها ( ذو
القعدة ، وذو الحجة )، ويتوسطها ( رجب )وفي هذا دلالة تعني أن العام متواصل،

وأن حساب النفس وارد في كل
أيامها

وتزكية النفس وعدم ظلم الآخرين
واجب،

اسمع لقوله تعالى
:

" إِنَّ عِدَّةَ
الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثـنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ
السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَة ٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ
فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كافَّة ً
كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافـّة ً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ
الْمُتَّـقِينَ
" التوبة
36.

ونلاحظ من الآيات ما يلي :
أولا :هذه الأشهر حرُم، ومعنى أنها أشهر (حرُم) أي
محرمة لا يقاتل فيها إلا من اعتدى. وهذه الأشهر هي رجب وذو القعدة وذو الحجة
والمحرم.


ثانيا
:الأمر بالعدل ودفع الظلم،

والعدل مع النفس يعني عدم تركها في
المعاصي،

والعدل مع الغير يعني توصيل الحقوق لهم، ودفع
ظلمهم.

قال البغوي :{ فَلا تَظْلِمُواْ } فسروا الظلم بأنه
فعل المعاصي وترك الطاعات، لأن الله سبحانه إذا عظم شيئاً من جهة واحدة صارت له
حرمة واحدة، وإذا عظمه من جهتين أو جهات صارت حرمته متعددة، فيضاعف فيه العقاب
بالعمل السيئ، كما يضاعف الثواب بالعمل الصالح
.


ثالثا
:بالرغم من حرمة هذه الشهور إلا أن الله
تعالى أباح القتال، ولكن لمن يقاتلنا، انظر لقوله
تعالى:

" كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ
كَآفَّةً
" فالاعتداء في أصله وبدايته كان
منهم.


رابعا
:الحث على التقوى، وهي تعني الخشية والخوف من الله تعالى
والعمل بما أنزل
، فكأن الإنسان في كل حركاته يتحرك بميزان الشرع فلا يحيد عنه
ولا يخالفه.

قال قتادة: "العمل الصالح أعظم أجراً في الأشهر الحرم، والظلم فيهن
أعظم من الظلم فيما سواهن، وإن كان الظلم على كل حال
عظيماً"

فإذا كان اسم الأشهر المحرمة بالحرُم، فإن المحرم منها يكون تأكيدا لهذه المعاني كلها،
وكأن الإنسان يبدأ عامه

* مستحضرا معاني العدل

* وتزكية النفس
* والقرب من الله
تعالى.

********************
جعلنا الله وإياكم ممن يستمعون
القول
فيتبعون أحسنه ..اللهم آمين