سمعه يقول : " أنا واخد دكتوراه في العند "

 مبارك طلب من الجيش ضرب المتظاهرين .. ورفض الجيش أجبره علي التنحي  152571910

العربية دوت نت - عن جريدة الشرق الأوسط - السبت 12 شوال 1432هـ - 10 سبتمبر 2011م:

وصف نائب رئيس الوزراء المصري السابق أستاذ القانون بجامعة القاهرة يحيى الجمل ، الرئيس المصري السابق مبارك بأنه كان يتمتع بعناد شديد وبأفق ضيق ، وفي الفترة الأخيرة من رئاسته كان الفاعلان الأساسيان في حياته هما زوجته وابنه جمال ، وهما من أهم أسباب تصاعد الأحداث.

وأكد الجمل أن آخر 10 سنوات من عمر حكم مبارك كانت حافلة بالعديد من صور التوتر والإحتقان الذي كان متصاعداً يوماً وراء يوم ، وقال : " لقد وجهت كذلك خطاباً مفتوحاً لمبارك في بداية رمضان 2008 ، قلت له فيه بكل وضوح : " ابنك لا قبول له عند أحد ولا تحاول العمل على فكرة التوريث ، ابنك يمشي في الأرض مرحاً ويصعر خده للناس وخير لك أن تدعو للجنة تأسيسية تدعو إلى دستور جديد وتعلن أنك باق في فترة محدودة في الحكم وبعدها ستتركه "، وبطبيعة الحال لم يلتفت مبارك إلى هذا الخطاب وأنا أعرفه جيداً فهذه طبيعته ".



وكشف الجمل في الحلقة الأولى من حواره المطول الذي تنشره صحيفة "الشرق الأوسط" على عدة حلقات سر بقاء مبارك في مصر بعد تنحيه ورفضه لعروض عربية كثيرة قدمت له كي يخرج إليها بصورة مشرفة تتناسب مع تاريخه السياسي والعسكري ، في وقت كان الموقف يسمح بذلك قبل 11 فبراير/شباط 2011 ، كما يؤكد نائب رئيس الوزراء السابق أن المجلس العسكري رفض صراحة خروج مبارك بعد التنحي ، معتبراً الحديث في هذا الأمر تدخلاً يمس السيادة الوطنية ، وهو ما تفهمه الطالبون.


وعن علاقته بالرئيس السابق قال: " كنت على صلة به منذ أن كان نائباً وفي المرحلة الأولى من رئاسته وبعد ذلك بدأ يتغير وبدأت أنا في الإنسحاب من الدائرة المحيطة به ، ثم انقطعت علاقتي به تماماً منذ عام 1988 وحتى خروجه من المنصب ، وهو يتميز للأسف بعناد شديد وبأفق ضيق ، وفي الفترة الأخيرة من رئاسته كان الفاعلان الأساسيان في حياته هما زوجته وابنه جمال ، وهما من أهم أسباب تصاعد الأحداث ".


وعن تفسير البعض تنحي مبارك وتكليفه للمجلس العسكري بإدارة شؤون البلاد بأنه أشبه بمن يقلب الطاولة أو يهدم المعبد على رأس الجميع ، لأنه وفق آراء متعددة حوّل 25 يناير من ثورة شباب إلى إنقلاب عسكري ، أكد أن " هذا غير صحيح وهذا التفكير أعمق كثيراً من تفكير مبارك..! ومستوى مبارك في التفكير لا يصل إلى هذا المستوى ".


وأكد أن بعض الدول العربية كررت طلبها بأن يسافر مبارك وعائلته إليها وتم ذلك بقدر شديد من اللباقة والكياسة والاحترام ، ولكن قيل لهم بوضوح وحسم " إن الأمر يتعلق بالسيادة الداخلية لمصر ولا مجال للكلام في هذا الأمر ، وبالفعل لم يطلب منا هذا الأمر مرة أخرى ".


وعن تميز مبارك بالعناد الشديد وقولته المشهورة: " أنا واخد دكتوراه في العند " أشار الجمل إلى أنه سمعها بنفسه ، وذكر أنه في إحدى المرات أثناء افتتاح مبارك لمعرض الكتاب أن حضر لقاء مصغراً لمجموعة من المثقفين والإعلاميين عقب الإفتتاح لإجراء حوار معهم كعادته ، فسأله الصحافي الراحل محمد السيد سعيد قائلاً : " يا ريس إذا كنت عايز تدخل تاريخ هذا البلد.. " ، وقبل أن يكمل الجملة ، قال له مبارك مقاطعا: " يا سيدي أنا مش عايز أدخل التاريخ بتاعكم "، وهو كان لا يعرف تاريخ ولا يهتم به ، لدرجة أنه في واقعة أخرى ، قال له أحد الصحافيين : " يا ريس ، يوسف إدريس لم يأخذ حقه الأدبي والمعنوي "، فقال له مبارك: " يا سلام.. والله العظيم كنت ناوي أكرمه ولكن هذه الجملة ممكن ما تخلنيش أكرمه ".


وأضاف أنه كان عناد الصغار وليس عناداً في حق ، ولقد كان هذا العناد أحد الأسباب في بقائه في مصر حتى بعد قرار التنحي ، أما الأسباب الأخرى التي جعلته يبقى في مصر بعد تنحيه أنه كان معتقداً أن الثورة يمكن أن تفشل أو أن ينقسم الجيش نفسه من الداخل ، والناس تنقلب على الثورة وتقول له " ارجع وتعال للحكم مرة أخرى ".