شبكة محاسبة النفس الاسلامية

 المسارعون في الخيرات 920465607
شبكة محاسبة النفس الاسلامية

 المسارعون في الخيرات 920465607
شبكة محاسبة النفس الاسلامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شبكة محاسبة النفس الاسلامية



 
الرئيسيةمحمود الريدىأحدث الصورالتسجيلدخول



دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
أفضل 10 فاتحي مواضيع
فتاة مسلمة
 المسارعون في الخيرات I_vote_rcap المسارعون في الخيرات I_voting_bar المسارعون في الخيرات I_vote_lcap 
محمود الريدى
 المسارعون في الخيرات I_vote_rcap المسارعون في الخيرات I_voting_bar المسارعون في الخيرات I_vote_lcap 
الحامدة لنعم الله
 المسارعون في الخيرات I_vote_rcap المسارعون في الخيرات I_voting_bar المسارعون في الخيرات I_vote_lcap 
رنا حسن
 المسارعون في الخيرات I_vote_rcap المسارعون في الخيرات I_voting_bar المسارعون في الخيرات I_vote_lcap 
mlk_mlkm
 المسارعون في الخيرات I_vote_rcap المسارعون في الخيرات I_voting_bar المسارعون في الخيرات I_vote_lcap 
aicha
 المسارعون في الخيرات I_vote_rcap المسارعون في الخيرات I_voting_bar المسارعون في الخيرات I_vote_lcap 
nada mahmuod
 المسارعون في الخيرات I_vote_rcap المسارعون في الخيرات I_voting_bar المسارعون في الخيرات I_vote_lcap 
عبد الله
 المسارعون في الخيرات I_vote_rcap المسارعون في الخيرات I_voting_bar المسارعون في الخيرات I_vote_lcap 
nada mahmod
 المسارعون في الخيرات I_vote_rcap المسارعون في الخيرات I_voting_bar المسارعون في الخيرات I_vote_lcap 
heshamabdo
 المسارعون في الخيرات I_vote_rcap المسارعون في الخيرات I_voting_bar المسارعون في الخيرات I_vote_lcap 
المواضيع الأخيرة
» الصبر على طاعة الله
 المسارعون في الخيرات Emptyالسبت أكتوبر 10, 2020 10:22 pm من طرف محمد

» فوائد القرفة لتقليل الدهون والسكري والكوليسترول
 المسارعون في الخيرات Emptyالسبت سبتمبر 12, 2020 12:25 am من طرف محمد

» محمد العرش
 المسارعون في الخيرات Emptyالسبت سبتمبر 12, 2020 12:15 am من طرف محمد

» الحديث الشريف
 المسارعون في الخيرات Emptyالأربعاء سبتمبر 09, 2020 1:23 am من طرف محمد

» التكبير المطلق والمقيد
 المسارعون في الخيرات Emptyالثلاثاء سبتمبر 08, 2020 12:58 am من طرف محمد

» بر الوالدين
 المسارعون في الخيرات Emptyالإثنين سبتمبر 07, 2020 1:47 am من طرف محمد

» كتاب روعة لتعليم مبادئ الانجليزية ... تحفة وحجمة صغير
 المسارعون في الخيرات Emptyالثلاثاء نوفمبر 26, 2013 1:20 pm من طرف naseh

»  يا رب أمطر سمآءهم بـ الفرح .. واكثف في العيد غيم عطيآك
 المسارعون في الخيرات Emptyالإثنين أكتوبر 14, 2013 2:30 am من طرف شهد خالد

»  نصيحة لحجاج بيت الله الحرام
 المسارعون في الخيرات Emptyالإثنين أكتوبر 14, 2013 2:28 am من طرف شهد خالد

المواضيع الأكثر نشاطاً
كتاب روعة لتعليم مبادئ الانجليزية ... تحفة وحجمة صغير
طرائف مصرية ...متجدد بأمر الله
الترتيب الزمنى للانبياء واعمارهم
هداية الرحمن فى تجويد القرآن
كنوز من الحسنات
سلسة السيرة النبوية كاملة منذ ميلاد الرسول حتى وفاتة
في حكم الخمار لمن تغطي بجلبابها الوجه والصدر
حــياة القلــوب
نرحب بالدكتورة / خلود بيننا
الإصلاح بين الناس وجمع القلوب
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 1 عُضو حالياً في هذا المنتدى :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 1 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 45 بتاريخ الجمعة فبراير 02, 2024 2:00 pm
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 206 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو محمد فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 2787 مساهمة في هذا المنتدى في 1055 موضوع
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط محاسبة النفس الاسلامية على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط شبكة محاسبة النفس الاسلامية على موقع حفض الصفحات
مواضيع مماثلة
    أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
    لا يوجد مستخدم
    أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
    لا يوجد مستخدم
    تصويت

     

      المسارعون في الخيرات

    اذهب الى الأسفل 
    كاتب الموضوعرسالة
    فتاة مسلمة
    وسام الادارة العامة للمنتدى
    وسام الادارة العامة للمنتدى
    فتاة مسلمة


     المسارعون في الخيرات Jb12915568671
     المسارعون في الخيرات Star1011
     المسارعون في الخيرات 4310
     المسارعون في الخيرات 25311

    الدولة :  المسارعون في الخيرات 3dflag23
    عدد المساهمات : 593
    تاريخ التسجيل : 13/10/2010
    العمر : 60

     المسارعون في الخيرات Empty
    مُساهمةموضوع: المسارعون في الخيرات    المسارعون في الخيرات Emptyالجمعة أكتوبر 28, 2011 7:02 pm

     المسارعون في الخيرات 92678741_7367227_36907006
    [center]المسارعون في الخيرات

    في سورة اسمها "المؤمنون"، عرض ربنا تبارك وتعالى في القرآن الكريم عرضًا يستغرق تاريخ الرسل كلهم، مبتدئًا بالرسول الأول نوح عليه الصلاة والسلام ومختتمًا قبل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بعيسى.
    وبعد هذا العرض انتقل إلى خطاب الأمة التي ختم بها الزمان والتي حملت رسالة الإسلام، فنبهها إلى الصفات التي تحلى بها الجميع رسلاً ودعاةً، والتي ينبغي أن يَتنبه إليها كلُّ من أراد أن يحمل في قلبه وسلوكه رسالة الهداية.
    أما الآيات فيقول فيها ربنا تبارك وتعالى:
    {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ، فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لأَنـزلَ مَلائِكَةً مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الأَوَّلِينَ، إِنْ هُوَ إِلاَّ رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ، قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ، فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ، فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ، وَقُلْ رَبِّ أَنـزلْنِي مُنـزلاً مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنـزلِينَ، إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِين، ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ، فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ، وَقَالَ الْمَلأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ، وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ، أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ، هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ، إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ، إِنْ هُوَ إِلاَّ رَجُلٌ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ، قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ، قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ، فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ، ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُونًا آخَرِينَ، مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ، ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا كُلَّمَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ، ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ، إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا عَالِينَ، فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ، فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ، وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ، وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ، يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ، وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ، فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [المؤمنون: 23-53]
    وتلاحظون في هذا العرض القرآنيّ كيف يذكر القرآن اسم الرسول الأول نوح ولا يذكر أسماء الرسل الذين جاؤوا بعده حتى الرسول الذي أُرسل من بعده، فلا يذكر اسم هود ولا اسم صالح، إنما يكتفي بذكر الوصف.
    وبعد ذلك يجمل ويقول: {أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا}.
    ثم يختم بآخر رسالة سبقت بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وهي رسالة موسى عليه الصلاة والسلام التي جاء عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام مصدقًا لها.
    وبعد أن ذكر سلسلة الرسل، خاطب خطابًا عامًّا بقوله: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ} أي مفادُ خطاب الله سبحانه وتعالى لكل الرسل الذين أمرهم أن يحملوا الهداية الناس هو: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ}.
    وهكذا ينطلق من البشرية، أي أعط بشريتك ما تحتاج إليه لكن من الحلال، واسمح لبشريتك أن تنال مما جعله الله تعالى طيبًا، فالقرآن يستعمل مصطلحَي الطيبات والخبائث، فالخبائث: المحرمات، والطيبات: ما أحله الله، فأعطوا البشرية ما تحتاج إليه، لأن البشرية مركبة، وتركبها النفوس والأرواح.
    ثم قال: {وَاعْمَلُوا صَالِحًا} فإذا أعطيتم البشرية ما تحتاج إليه وتقويتم على طاعة الله، فلا تصرفوا قوَّتكم إلاَّ في سلوكٍ يرضاه الله تبارك وتعالى.
    {إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} أحضروا في قلوبكم رقابة الله.
    {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ} واختصر بهذا قضيةَ المساواة بين بني آدم: كبيرِهم وصغيرهم، وغنيِّهم وفقيرهم، وحاكمهم ومحكومهم، وأبيضهم وأسودهم... لأنهم أبناءُ أبٍ واحد هو آدم عليه الصلاة والسلام، وعبادُ رب واحد، فهم عبيد الله وأبناء آدم، فاختصر بهذا الخطاب الخطوطَ العريضة التي يخاطب الله سبحانه وتعالى فيها الإنسانية من خلال الرسل عليهم الصلاة والسلام، والتي ينبغي على الدعاة أن يستشعروها، وأن يجعلوها خطوطهم العريضة.
    فكلوا من الطيبات، واجتبوا الخبائث، واجعلوا بشريتكم قوية مؤهلة للعمل الصالح.
    {وَاعْمَلُوا صَالِحًا} أي وظِّفوا كلَّ قوة وصحة وهمّة فيما يرضي الله.
    {إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} فأنتم في رقابة الله.
    {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ} فالبشرية كلها على قدم المساواة في التكليف والخطاب والمسؤولية، {وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ}.
    ثم يحكي القرآن بعدها إجابة البشرية التي كانت قبل بعثة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، كيف قابلت هذا الخطاب العادل الفاضل الشامل فقال: {فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ} أي أبَوا إلاَّ الاختلاف والأهواء.
    {زُبُرًا} والزبُر: الكتب التي وضعوها وحرَّفوها، أي انحرفوا عن المنهج الذي خطّه الله تعالى لهم.
    وبعد التحريف قال قوم: نتبع التوراة، وقال غيرهم: نتبع الصحف، وقال آخرون: نتبع الإنجيل...
    {كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} معجبون به، وواقفون مع الهوى لا مع المخاطب، لأن المخاطب الذي خاطب الحقب المتتالية بالرسالات جمع الخطاب كله في القرآن وقال للبشرية: هذا هو الخطاب الجامع الذي توليت حفظه، فلا يستطيع أحد إلى يوم القيامة أن يحرِّف فيه حرفًا، ها هو القرآن الجامع لكل الرسالات، الجامع لما تقدم في الكتب، لكنهم أصرُّوا.
    {فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}.
    ثم انتقل في الخطاب إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ومن تبعه واقتدى به وفهم رسالته، فقال سبحانه:
    {فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ} والغمرة: ما يغمرك، أي ما يعلوك، فإذا غطى الماءُ الكثيرُ الأرضَ سمي غمرًا، والمراد أنهم غمروا قلوبهم وعقولهم ونفوسهم بالضلالات والأهواء.
    لقد خاطبهم الله سبحانه وتعالى بخطاب ينتشلهم من هذه الغمرة، ومن هذه الحيرة، ومن هذه الضلالة، ومن هذه الغفلة، لكنهم أصروا على البقاء مغمورين في غفلتهم، ومغمورين في الأهواء، وفي الالتفات إلى ما تمليه عليهم نفوسهم.
    ثم قال: {أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ، نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لا يَشْعُرُونَ} أي هل يحسبون أن الذي نعطيهم إياه في الدنيا من الأموال والعتاد والمتاع والأولاد... أنه ثواب لهم؟
    لا.. إنما هو الإملاء والاستدراج: {وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ} [الأعراف: 183]
    ومن ها هنا يستيقظ الغافل إن كان يثق بالقرآن حين يجد نفسه بين المال والأولاد والمادة غافلاً عن الرسالة، وغافلاً عن السرّ الذي أراد الله سبحانه وتعالى منه أن يحمله.
    من ها هنا يجد الإنسان نفسه بعد هذا الخطاب مستيقظًا وقد تفتحت عين قلبه.
    {فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ، نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لا يَشْعُرُونَ} مساكين، إنهم لا يشعرون فيما هم فيه من الأزمة.
    إنها حقيقةً أزمة، لأنه غافل محترق ضالٌّ حائر، ولا يشعر بأزمته، ولا يشعر بعلته، ولا يشعر بمرضه، بل هو فرِحٌ بما يملكه من هذه المتع، وبما هو فيه من هذه الحياة المادية.
    وبعد أن عرض بهذا الإجمال تاريخَ الرسل عليهم الصلاة والسلام، وأوجز الخطاب الذي اختصر فيه مضمونات عدالة وهداية سمعَتها البشرية من الرسل في تاريخها كله، بدأ يذكر الذي من خلاله يستطيع الإنسان أن يخرج من الغمرة، فبدأ يذكر السرَّ الباطن في الإنسان الذي من خلاله يستطيع الإنسان أن يصنف نفسه مع السابقين في الخيرات، ومع المسارعين في الخيرات، لا مع أهل الغمرة الذين يفرحون بما لديهم من الأهواء، ويفرحون بما لديهم من الحياة المادية، فذكر أوصافًا أربعة، هي التي تحول باطن الإنسان من الظلماني إلى النوراني، ولئن كان علماء التربية والتزكية يتحدثون عن باطن الإنسان، وأنه نفسٌ وعقل وقلب وروح، وبهذه الأربعة يتحرك الإنسان في جسده، فإن ربنا سبحانه وتعالى قدم هذه الأربعة في الآيات التي وجّه بها الإنسان ليخرج من الغمرة، قال سبحانه:
    1- {إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ.
    2- وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ.
    3- وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ.
    4- وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ.
    .. أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ} [المؤمنون: 58-60].
    فذكر أربع صفات:
    الأولى تتعلق بالروح وهي وصف الخشية: والخشية إنما هي نتيجة علم الروح بالله، قال تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 28] والعلم بالله وصف الروح.
    الثانية ذات صلة بالعقل: وهي النظر في الدلائل والآيات، وهذا يسوق العقل إلى كماله.
    الثالثة ذات صلة بالقلب: وهي الانصراف عن الأغيار والتوجه، ومحل التوجه القلب.
    الرابعة ذات صلة بالنفس: وهي الفاعلية التي لا يكون معها خُيَلاء، ولا يكون معها تكبّر، فهو منتج وفاعل ومؤثر ومغير، لكنه ملتصقٌ بالأرض ساجدٌ لله، فلا يختال بما يفعله من الأعمال، وذلك كما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة في أكبر إنجاز يمكن أن يذكره التاريخ وهو فتح أم القرى، لكنه دخل ساجدًا.
    1- الخشية: قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ} فالعلم بالله أورث أرواحهم هيبة له، وتعظيمًا لمقام ربوبيته.
    في سلفنا الصالح رجل اسمه محمد بن المنكدر، وقف في الليل مرة يصلي، وما شعر أهلُه إلا وهذا الرجل يجهش بالبكاء في مظهر غريب يفوق العادة، وكثر بكاؤه حتى فزع أهله.
    فاجتمع الأهل إليه يسألونه وهو لا يلتفت إليهم، وتمادى في البكاء واشتد بكاؤه، فقالوا: لا يخرجنا من هذا المأزق إلا أن نستنجد بصاحبه أبي حازم، فذهبوا إلى أبي حازم وأخبروه، وكان ممن يكلمه ويأنس به، فقال: ما الذي أبكاك يا صاحبي؟ قال: مرَّت بي آية في كتاب الله وأنا أقرأ القرآن في الصلاة وهي قوله تعالى: {وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ} [الزمر: 47] فبكى أبو حازم معه، فاشتد بكاؤهما، حتى قال الأهل لأبي حازم: جئنا بك لتفرج عنه فزِدته.
    إنه العلم بالله، الذي يوقف الإنسان في موقف الخشية.
    2- النظر الذي يورث الاعتبار: وعبر عنه بقوله: {وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ} والآياتُ: الدلائل، والنظر في الدلائل ينبغي أن يكون من أوراد المؤمن، ولا أعني بالدلائل أن ينظر إلى الشمس والقمر فقط، بل إنك تجد في كل لحظة ما لا يحصى من الدلائل: في معاملة الله لك، وفيما يجري من حولك، وفيما تراه بأم عينك، والتي اختصرها أبو العتاهية بقوله:
    وفي كلِّ شيءٍ له آيةٌ
    تدلُّ على أنه الواحدُ

    الدلائل التي تجعل قلبك متوجهًا، وتجعل عقلك مصدقًا موقنًا مستسلمًا للمخاطِب سبحانه.
    3- الاستناد إلى الله وحده والتوجه إليه دون غيره: قال تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ} فلا تتوجه قلوبهم إلى غير ربهم.
    قال طاووس لعطاء: لا ترفع حوائجك إلى من أغلق دونك بابه، وجعل دونك حجابًا، واطلب حوائجك إلى من بابُه مفتوح إلى يوم القيامة.
    وقال الجنيد: ما شيء أسقط من عين الله للعلماء من مساكنة الطمع في قلوبهم.
    تطمع في ما لا يضر ولا ينفع، ولا يفرق ولا يجمع؟!
    تطمع في عاجز مثلك؟! في فقير محتاج.. ؟!
    وإنك وإن رأيت عليه ما رأيت من الأموال والأثواب، فأنت وهو في قبضة الله، وأنت وهو محتاجان إلى الله.
    بعث الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك إلى إبراهيم بن عبلة - وكان من كبار أهل العلم والولاية - فلما جاء إليه قال هشام بن عبد الملك لإبراهيم: "قد عرفناك صغيرًا، واختبرناك كبيرًا، فرضينا سيرتَك وحالك، وقد ولَّيتُك خراج مصر"، وعينتك أميرًا عليها.
    فيقول له إبراهيم: "ما لي بالخراج وصف"، أي أنا لا أملك الخبرة الكافية لجمع الخراج، وما عليَّ قوة، فأنا أضعف من أن أكون في هذه المسؤولية.
    فغضب هشام واختلج وجهه، وكان يعلم أن إبراهيم رجل قوي وأنه ذو علم كبير واسع، فقال له: "لتَلِيَنَّ طائعًا أو كارهًا"، فهذه قضية لا علاقة لها باختيارك.
    ليت الباحثين عن الإمارة يسمعون هذه النماذج التي ما طمعت إلاَّ في الله.
    فأمسك إبراهيم عن الكلام زمانًا، ولما رأى أن هشام قد هدأ قال: إن الله سبحانه قد قال في كتابه:
    {إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا} [الأحزاب: 72] فوالله ما غضب الله عليهم إذ أبين، ولا أكرهَهُن إذ كرِهن، فضحك هشام ثم قال: يا إبراهيم قد أبيتَ إلا فقهًا، لقد أعفيناك.
    أين هذه النماذج التي علمت أنه لا يرزق إلا الله، ولا يرفع إلا الله، ولا يعزُّ إلا الله، ولا يذلُّ إلا الله..؟
    أين هذه النماذج التي وجهت قلوبها إلى الله ولم تبالِ؟
    لا تتوهموا أن الحال الذي يضع الله سبحانه وتعالى أحبابه فيه واحد، لا.. فالله سبحانه وتعالى وضع سليمان في الملك وابتلاه به، وابتلى أيوبَ بالمرض، وابتلى يوسف بالسجن، وابتلى من الرسل مَن ابتلاهم بالقتل..
    حتى لقد رأيت في كلام القوم مَن قال: إن أهل الخصوص مع الله على إحدى حالات ثلاث: قوم حجب عنهم البلاء عنايةَ بهم، لأنه علم أن صبرهم لا يتسع للبلاء، وقوم صبَّ عليهم البلاء صبًّا وصبَّرهم ورضَّاهم به فازدادوا بذلك له حبًّا ورضاءً بحكمه، وقوم منحهم نِعَمًا تتجدد عليهم وأسبغ عليهم باطن العلم وظاهره، لكنه أخمل ذكرهم بين الناس فلا يكادون يعرفون.
    الصفة الرابعة التي يذكرها القرآن في الأوصاف المغيرة التي تجعل الإنسان مهيّأً لحمل الرسالة هي:
    4- الفاعلية العملية التي تغير في الواقع وتؤثر فيه: لكنها تبتعد كل البعد عن الفخر والعجب والخيلاء: قال تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا}، وفي قراءة قرأتها عائشة وقرأها ابن عباس: (والذين يَأتون ما أَتوا) أي يعملون ما عملوا من الأعمال الصالحة.
    {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا} أي من كل ما آتاهم ربنا سبحانه من النعم: من مال ووقت وصحة وعافية... يؤتون في سبيل الله ما أعطاهم الله سبحانه وتعالى.
    {وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} فنفوسهم لم يكن لها أن تتسلط على القلوب، فالقلوب وجلة لأن الحكم لم يكن للنفوس.
    حينما يكثر عطاء الإنسان، يمتد رأس نفسه ليقول: أعطيت وفعلت، لكن وجَلُ القلب ستر خيلاء النفس ومنعه، فبقيت النفس في مقام تواضعها وذِلتها، وبقيت ملتزمة وصف افتقارها إلى ربها.
    هذه الأربعة التي هي :
    - الخشية بسبب معرفة الروح.
    - الاعتبار بالآيات والدلائل وفيه كمال العقول.
    - الاستناد إلى الله وحده والتوجه إليه دون غيره، الذي تتوجه القلوب فيه إليه.
    - والفاعلية التي يلتزم فيها العبد عبديته.
    إن حُققت، عندها تقدر أن تتحقق بهذا الخطاب العامّ الذي خاطب فيه ربنا سبحانه وتعالى الرسل برسالتهم وبهدايتهم وبوظائفهم ودعوتهم.
    {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ، وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ}
    فهل سنعي هذا الخطاب؟
    وهل سنعمل على تجديد بواطننا من أجل أن تكون حركتنا وسلوكنا حملاً للرسالة التي حملها رسول الله عليهم الصلاة والسلام؟
    اللهم حقِّقنا بذلك، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

     المسارعون في الخيرات 92678741_7512064_36907190  المسارعون في الخيرات 92678741_8736208_36907250[/
    center]
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
     
    المسارعون في الخيرات
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1
     مواضيع مماثلة
    -
    » كثرة مواسم الخيرات (فى وداع رمضان)

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    شبكة محاسبة النفس الاسلامية :: نقل شغل أعضاء النتلوج :: فتاة مسلمة-
    انتقل الى: