nada mahmuod عضو جديد
الدولة : عدد المساهمات : 41 تاريخ التسجيل : 27/10/2011 العمر : 39 الموقع : الاسكندرية
| موضوع: موقع بلاد بين السدين .. موقع الردم .. بناء الردم السبت أكتوبر 29, 2011 3:54 am | |
| موقع بلاد بين السدين .. موقع الردم .. بناء الردم //////////////////////////////////
بداية أحب أن انوه إلى أني وجدت صعوبة شديدة في تلخيص هذا الفصل من الكتاب بسبب طوله وتضمنه لكثير من المعلومات والأدلة والوثائق والاستطراد المطول .. وقد حاولت بقدر الاستطاعة إيراد أهم النقاط والاختصار بشكل لا يخل بقيمة المعلومات .. وكم كنت أتمنى أن اعرض لكم صور من الخرائط الموجودة وكذلك الصور خاصة صورة الردم على الطبيعة والتي التقطها الكاتب بكاميرته الشخصية .. ولكن لم أتمكن .. على العموم أرجو لكم المتعة والفائدة فيما تقرؤون ..
يذكر المؤلف انه بعد إجراء الكثير من البحوث والقراءات والاستطلاعات والزيارات الميدانية لكثير من مناطق الصين المختلفة .. أمكن اكتشاف حدث تاريخي جاء ذكره في عدة كتب عن تاريخ الصين القدم يشير إلى أن أول ( حائط صيني ) كما يسمونه الصينيون والغربيون قد بني في عهد احد ملوك أسرة ( شانغ ) ( Shangdynasty ) ، وان ذلك الحائط كان في حقيقته ردم ( Rampart ) وليس حائطا او سدا ، وان ذلك الحدث وقع في الفترة الواقعة بين ( 1300 – 1150 ) ق.م ، في مدينة ( جنج جو ) ( Zhengzhou ) في منطقة ( خنان ) ( Henan ) في وسط الصين ، والذي تؤكد الآثار وكتب التاريخ بان بقاياه لا تزال قائمة في هذه المدينة .. وقد تمكن الكاتب من رؤيته رأي العين كما سيأتي تفصيله لاحقا .
الطبيعة الجغرافية والطبوغرافية للصين //////////////////////////////////
كانت الصين في تلك الحقبة من الزمن معزولة جغرافيا عن العالم .. فعلى شرقها كان البحر ، وفي الغرب ترتفع الجبال العالية ، والغابات من الجنوب ، أما الشمال فكانت الصحراء .. أما الدول التي كانت تحيط بالصين فهي : اليابان ، كوريا ، منشوريا ، سيبيريا ، منغوليا ودول آسيا الوسطى ، وهذه الدول جميعها من قارة آسيا وهم من وصفهم الصينيون بيأجوج أي سكان قارة آسيا .. أما بنو يأجوج أي سكان قارة الخيل فان سكان منغوليا يأتون على رأس القائمة وهم نفس القوم الذين يطلق عليهم الغربيون عليهم اسم شعب الخيل ( Horses People ) ، وهؤلاء القوم عرفوا منذ القدم بأنهم اعتادوا شن الحروب على الصين من جهة حدودها الشمالية والشمالية الغربية ، وهذه الصفة لازمتهم حتى قرون قريبة كان آخرها ما حدث في القرن الثالث عشر الميلادي على يد جنكيز خان وهولاكو الذين اعتدوا وعاثوا في الأرض فسادا .
الطبيعة الجغرافية والطبوغرافية لمنطقة خنان ( Henan ) //////////////////////////////////
تقع بين اكبر انهار الصين حيث يحدها نهر اليانجستي من الجنوب والنهر الاصفر من الشمال ، كما يحيط بها من الشرق مقاطعة ( Anhui ) ومقاطعة (Shandong ) ومقاطعة ( Jiangsu ) كما يحدها من الشرق البحر الأصفر ، وبحر الصين الشرقي من الجنوب الشرقي ، ويحدها من الجنوب سلسلة جبال ( Wuyi Mountains ) ، ومن اهم مدنها ( جنج جو ) والتي كانت عاصمة مملكة شانغ حتى عام 1300 ق.م وهي المدينة التي بنى ذو القرنين فيها ردم يأجوج ومأجوج ، ويقدر سكان تلك المنطقة حوالي 93 مليون نسمة .
موقع الردم
توجد في شمال مقاطعة ( خنان ) سلاسل جبلية شاهقة يوجد بينها سهول او منافذ ..ويسكن شمال تلك السلاسل أقوام يسميهم أهل الصين ( يأجوج ومأجوج ) وكانوا يقومون بالاعتداء على الصينيين من خلال تلك السلاسل ..وقد تكون اعتداءاتهم متركزة من احد المنافذ بين تلك الجبال ومن خلال رؤية المؤلف لتلك المنطقة فان موقع الردم هو شمال مدينة ( جنج جو ) .
مصطلحات لغوية مهمة الردم ( Rampart ) : هو البنيان المرصوص رصا قويا ليكون خطا دفاعيا ضد اعتداءات المعتدين . الصدفين : الناحيتين أو الجهتين قد تكون جبلين وقد تكون غير ذلك .
القطر : مادة اقرب ما تكون الى الطين او الاسمنت او الجير .. وليست النحاس المذاب كما يعتقد الكثيرون ..
واسمها العلمي ( The Earth ) او ( المعادن الترابية القلوية ) .. هذه المادة كان الصينيون على مر العصور
يستخدمونها في بناء منازلهم واسوارهم وردومهم .. وهي ذات قدرة مقاومة قوية وغير قابلة للصدأ .
السد : حائط مرتفع بين جبلين يستخدم لحفظ المياه وتصريف وتصريف مياه الأنهار والأمطار يتطلب بناءه
تطبيق مواصفات خاصة تتفق مع تحقيق هذا الهدف .
زبر الحديد : قطع او صفائح من الحديد يمكن تحويلها الى صلب عن طريق أكسدة الشوائب عن طريق نفخ
الهواء من خلال المعدن المنصهر وإضافة معدن القطر .
بــــــــنــــــــــــاء الـــــــــــــر د م //////////////////////////////////
يصف المؤلف في هذا الفصل رحلته الى مدينة ( جنج جو ) في شهر ذي الحجة من عام 1423 هـ الموافق فبراير 2002 ..وراى الردم عيانا والتقط صورا له .. والصور موجودة في الكتاب .. وقام بقياس ابعاد الردم .. وسانقل لكم الان بتصرف ما سرده المؤلف حول هذه الرحلة :
الانطباع الاول لمن يرى الردم لاول مرة هو انه امام منشأة هائلة الحجم طولا وعرضا وارتفاعا ..
ذو نمط هندسي بديع ... والشيء المؤكد انه في زمانه كان خطا دفاعيا لا يمكن اختراقه او تسلقه
والشكل العام له في هيئة مستطيل او مربع ... وتشير الكتب التي اهتمت بتاريخ هذا الردم بأن طول الردم
الأصلي كان حوالي سبعة كيلومترات ، وان ارتفاعه اكثر من تسعة امتار وان عرضه عند القاعدة يبلغ حوالي
36 مترا ، وان العمال الذين ساهموا في بنائه كانوا حوالي 10000 عامل وان بناءه استغرق حوالي 18 عاما ،
وانه بني من مادة يطلق عليها اسم ( Earth ) او القطر مكونة من عدة معادن ..عن طريق رصها ودكها
بادوات ثقيلة لتكون طبقات متراصة بعضها فوق بعض .
لا يبعد موقع الردم عن المدينة سوى بضعة كيلومترات ..ويوجد بالقرب منه بعض دكاكين الاثار والتحف
ومحلات تجارية اخرى ..حيث ان موقع الردم يتم استغلاله سياحيا ويتوافد السياح هناك على مدار العام ...
بعد صعود المؤلف الى قمة الردم وتفحصه لاجزائه ... سجل هذه الملاحظات والاستنتاجات :
1- ارتفاع الردم يبلغ حوالي 9 امتار من القاعدة .. ويبدو ان جزءا من قاعدته قد ردمت نتيجة الرفع
المساحي للشارع والسفلتة وتسوية الارصفة .. ومن ثم فان الارتفاع الحقيقي للردم لابد لنه اكثر من
تسعة امتار على الاغلب .
2- عرض قاعدة الردم تبدو كبيرة جدا حوالي 36 مترا ..اما هيكل الردم فانه جاء منسجما في ضخامته
وحجمه الكبير مع القاعدة .. ولولا وجدود الدرج لم استطاع احد تسلقه بسهولة ..وصدق الله العظيم حيث
قال : ( فما اسطاعوا ان يظهروه وما استطاعوا له نقبا ) لان قوة ( يأجوج ومأجوج ) كانت تكمن في
مهارتهم وخبرتهم في ركوب الخيل والقتال من على ظهورها ، فلما بني الردم فقدوا تلك الميزة .
3- الشكل الهندسي للردم : هيكل ضخم له ضلعان وبينهما زاوية ... طوله الاجمالي حوالي سبعة
كيلومترات ..وعند معاينة تربته ..كانت من الطين المحروق والذي يميل الى اللون الاصفر مع اتسامه
بخاصية البناء المشدود والمتماسك في كل اجزاءه بحيث يبدوا وكأنه كتلة متراصة لا فراغات ولا
ثغرات بين اجزائها .
كيف بنى ذو القرنين الردم //////////////////////////////////
بعد لقاء ذي القرنين بالصينين في مقاطعة ( خنان ) واطمئنانهم له بعد مكوثه فترة عندهم ، ولما رأوه من
عبقريته ومعارفه ..طلبوا منه ان يبني لهم سدا يدرأ عنهم اعتداء جيرانهم الشماليين الذين يطلقون ( يأجوج
ومأجوج ) ..وكانوا يصفونهم بانهم برابرة متوحشون .. ولكن ذا القرنين لم يجبهم الى طلبهم بادء الامر بل
قد يكون تعجب من طلبهم ..لان السد انما يكون لحجز المياه فقط ..والاولى ان يكون ردما وليس سدا .. مما
يعني ان الصينيين لم يكونوا ذوي دراية كبيرة بالاساليب الحربية والدفاعية فاغلبهم كانوا فلاحين وما زالوا
كذلك .. عندئذ طلب منهم ذو القرنين ان يعينوه بقوة ..اي بالعمال .. ثم بدأو العمل بتشييد حائطين من الخشب
ثم تم افراغ مادة القطر بين هذين الحائطين بعد ان ملأه بزبر الحديد ولعل هذا يفسر عبارة ( حتى اذا ساوى
بين الصدفين ) بمعنى حتى اذا ساوى بين قمتي الخشب على جانبي الردم بزبر الحديد ..( قال اتوني افرغ
عليه قطرا ) وهنا لابد من الاشارة الى ان الالواح الخشبية التي استخدمت .. لابد انها كانت تستند الى جبلين
حتى تتماسك وتثبت ...
الجدير بالذكر ان استخدام ذي القرنين لمعدن الحديد مع مادة القطر ضمن عملية كيميائية لتكوين مركب
انما هي نوع من البناء المسلح الذي لم يستخدمه الانسان الا منذ قرن او اكثر قليلا .
وقد استخدم ذو القرنين النار لصهر الحديد .. واستعمل نوعا من المنافيخ لنفخ الهواء على النار والحديد
المنصهر ..والشيء المؤكد ان عملية الصهر تمت في الهواء الطلق المحتوي على الاكسجين الكافي
لاتمام صناعة الحديد الصلب .
ان هذا الاسلوب الانشائي الذي يستخدم طريقة ردم او دك مادة القطر لملء الفراغات بين الالواح .. ثم دكها
ورصها طبقة على طبقة بواسطة رصاص ثقيل ... هذه الطريقة تجعل من الردم ذو قوة خارقة ومقاومة
شديدة للاختراق والثقب والصدأ . | |
|