فتاة مسلمة وسام الادارة العامة للمنتدى
الدولة : عدد المساهمات : 593 تاريخ التسجيل : 13/10/2010 العمر : 59
| موضوع: القلب السليم وعلاماته الأربعاء مايو 16, 2012 10:23 pm | |
| القلب السليم وعلاماته
بسم الله الرحمن الرحيم {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء: 88,89]
فمن هو صاحب القلب السليم ؟! دعونا نتعرف عليه وعلى علاماته :
السليم هو السالم وجاء على هذا المثال؛ لأنه للصفات كالطويل والقصير والظريف.
فالسليم: القلب الذي قد صارت السلامة صفة ثابتة له كالعليم والقدير، وأيضًا فإنه ضد المريض والسقيم والعليل.
وقد اختلفت عبارات الناس في معنى القلب السليم والأمر الجامع لذلك:
" أنه الذي قد سَلِمَ من كل شهوة تخالف أمر الله ونهيه، ومن كل شبهة تعارض خبره ، فسَلِم من عبودية ما سواه وسَلِمَ من تحكيم غير رسوله ، فسَلِم في محبة الله مع تحكيمه لرسوله في خوفه ورجائه والتوكل عليه والإنابة إليه والذل له وإيثار مرضاته في كل حال والتباعد من سخطه بكل طريق وهذا هو حقيقة العبودية التي لا تصلح إلا لله وحده."
فالقلب السليم هو الذي : سَلِم من أن يكون لغير الله فيه شرك بوجهٍ ما ، بل قد خلصت عبوديته لله تعالى: إرادة ومحبة وتوكلاً وإنابة وإخباتًا وخشية ورجاءً، وخلص عمله لله ،
فإن أحب أحب في الله، وإن أبغض أبغض في الله، وإن أعطى أعطى لله، وإن منع منع لله ، ولا يكفيه هذا حتى يسلم من الانقياد والتحكيم لكل من عدا رسوله ، فيعقد قلبه معه عقدًا محكمًا على الائتمام والاقتداء به وحده دون كل أحد في الأقوال والأعمال؛ من أقوال القلب وهي العقائد وأقوال اللسان وهي الخبر عما في القلب، وأعمال القلب وهي الإرادة والمحبة والكراهة وتوابعها وأعمال الجوارح ، فيكون الحاكم عليه في ذلك كله دقه وجله هو ما جاء به الرسول ، فلا يتقدَّم بين يديه بعقيدة ولا قول ولا عمل ..كما قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ..} [الحجرات: 1] أي: لا تقولوا حتى يقول ولا تفعلوا حتى يأمر.
قال بعض السلف: "ما من فعلة وإن صغرت إلا ينشر لها ديوانان: لِمَ وكيف؟" .. أي:لِمَ فعلت؟ وكيف فعلت؟
فالأول: سؤال عن علة الفعل وباعثه وداعيه: هل هو حظ عاجل من حظوظ العامل وغرض من أغراض الدنيا في محبة المدح من الناس أو خوف ذمهم أو استجلاب محبوب عاجل أو دفع مكروه عاجل؟ أم الباعث على الفعل القيام بحق العبودية وطلب التودد والتقرب إلى الربِّ سبحانه وتعالى وابتغاء الوسيلة إليه؟
ومحل هذا السؤال: أنه هل كان عليك أن تفعل هذا الفعل لمولاك؟ أم فعلته لحظك وهواك؟
والثاني: سؤال عن متابعة الرسول في ذلك التعبد : أي هل كان ذلك العمل مما شرعته لك على لسان رسولي أم كان عملاً لم أشرعه ولم أرضه.
فالأول: سؤال عن الإخلاص، والثاني: عن المتابعة .. فإن الله سبحانه لا يقبل عملاً إلا بهما ..
فطريق التخلص من السؤال الأول: بتجريد الإخلاص . وطريق التخلص من السؤال الثاني: بتحقيق المتابعة .
وسلامة القلب من إرادة تُعارض الإخلاص وهوى يعارض الإتباع، فهذا حقيقة سلامة القلب الذي ضمنت له النجاة والسعادة ..
| |
|
فتاة مسلمة وسام الادارة العامة للمنتدى
الدولة : عدد المساهمات : 593 تاريخ التسجيل : 13/10/2010 العمر : 59
| موضوع: رد: القلب السليم وعلاماته الأربعاء مايو 16, 2012 10:24 pm | |
| قال ابن القيم رحمه الله عن القلب السليم :: هو قلب محشو بالايمان ،قد استنار بنور الايمان وانقشعت عنع حجب الشهوات ،، واقلعت عنه تلك الظلمات،فلنوره في صدره اشراق..ولذلك الاشراق ايقاد ،لو دنا منه الوسواس احترق به، فهو كالسماء التي حُرست بالنجوم فلو دنا منها الشيطان رُجِم،وما خرق، وليست السماء باعظم حرمه من المؤمن وحراسة الله تعالي له اتم من حراسة السماء..
علامات القلب السليم:
1_ان يرتحل عن الدنيا ،ويحل في الاخره حتي يبقي كانه من اهلها وابنائها، جاء الى هذ الدار غريبا ياخذ منها حاجته ويعود الي وطنه.. كما قال"صلـى الله عليه وسلم" لعبد الله بن عمر رضي الله عنهما" عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله صلـى الله عليه وسلم بمنكبي فقال: كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل" وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول: إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك. (رواه البخاري).
2_ان يُنيب الى الله ويخبت اليه فلا فلاح ولانعيم ولاسرور الا برضاه وقربه والانس به ،فيه يطمئن واليه يسكن وياوي وبه يفرح ويثق، وعليه يتوكل واياه يرجو وله يخاف،فذكره غذاؤه وحياته ونعيمه ولذته وسروره ،والالتفات الي غيره والتعلق بسواه داؤه،، والرجوع اليه دواؤه.
3_انه اذا فاته ورده وجد لفواته الما اعظم من تالم الحريص بفوات ماله وفقده ،،"كمن يحزن على فوت صلاة الجماعه"..
4_الا يفتر عن ذكر ربه ولا يأنس بغيره الا بمن يدله عليه ويذكره به.
5_ان يشتاق الي طاعة ربه كما يشتاق الجائع الي الطعام والشراب، قال يحيي بن معاذ"علامة الشوق فطام الجوارح عن الشهوات" وقال بعض السلف"ألهاني الشوق الى الله عن الطعام والشراب" قال تعالى حاكيا عن موسى عليه السلام" وعجلتُ اليك ربي لترضى" فالعجله في كل امر من اوامر الله تعالى.
6_انه اذا دخل في الصلاه ذهب عنه همه وغمه بالدنيا واشتد عليه خروجه منها ووجد فيها راحته ونعيمه وقرة عينه وسرور قلبه، والغافل تكون الصلاة كبيرة وشاقة عليه.
7_ان يكون اشح بوقته ان يذهب ضائعا من اشد الناس شحا بماله، لانه يري ان راس ماله سعادته فيبخل به ان يضيعه فيما لايقربه الي ربه. ،قال ابن مسعود رضـي الله عن"ماندمت علي شيء ندمي علي يوم غربت شمسه ،نقص فيه اجلي ولم يزد فيه عملي"..
8_ان يكون اهتمامه بتصحيح العمل اعظم منه بالعمل فيحرص علي الاخلاص فيه والنصيحه والمتابعه والاحسان.
9_ان يكون سالما من محبة مايكرهه الله ويدخل في ذلك سلامته من الشرك الجلي والخفي ومن الاهواء والبدع.
10_اتباع هدي الرسول" صلـى الله عليه وسلم".
11_الوجل عن ذكر الرحمن ، والوجل مقرون بهيبه ومحبه، ويصف رسول الله "صلـى الله عليه وسلم" قلب العبد المؤمن فيقول في الحديث الصحيح ( إن لله آنية من أهل الأرض وآنية ربكم قلوب عباده الصالحين وأحبها إليه ألينها وأرقها ) الصحيحة (1691)
أسال الله تعالى ان يطهر قلوبنا من كل حب ينافي حبه ويرزقنا حسن الاتباع ويجعلها من القلوب السليمة
اللهم انا نستودعك قلوبنا فلا تجعل لاحد فيها غيرك. | |
|
محمود الريدى المدير العام للمنتدى
الدولة : عدد المساهمات : 361 تاريخ التسجيل : 13/10/2010 العمر : 54
| موضوع: رد: القلب السليم وعلاماته الإثنين مايو 21, 2012 8:08 pm | |
| أسال الله تعالى ان يطهر قلوبنا من كل حب ينافي حبه ويرزقنا حسن الاتباع ويجعلها من القلوب السليمة
| |
|