فتاة مسلمة وسام الادارة العامة للمنتدى
الدولة : عدد المساهمات : 593 تاريخ التسجيل : 13/10/2010 العمر : 59
| موضوع: تنبيه [حكم زيارة قبر النبي عليه الصلاة والسلام] الإثنين أكتوبر 10, 2011 5:47 pm | |
| تنبيه [حكم زيارة قبر النبي عليه الصلاة والسلام] ليست زيارة قبر النبي واجبة ولا شرطا في الحج كما يظنه بعض العامة وأشباههم، بل هي مستحبة في حق من زار مسجد الرسول ، أو كان قريبا منه. أما البعيد عن المدينة فليس له شد الرحل لقصد زيارة القبر، ولكن يسن له شد الرحل لقصد المسجد الشريف، فإذا وصله زار القبر الشريف وقبر الصاحبين، ودخلت الزيارة لقبره عليه السلام وقبر صاحبيه تبعا لزيارة مسجده ، وذلك لما ثبت في الصحيحين أن النبي قال: ((لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى)). ولو كان شد الرحال لقصد قبره عليه الصلاة والسلام أو قبر غيره مشروعا لدل الأمة عليه وأرشدهم إلى فضله، لأنه أنصح الناس وأعلمهم بالله وأشدهم له خشية، وقد بلغ البلاغ المبين، ودل أمته على كل خير وحذرهم من كل شر، كيف وقد حذر من شد الرحل لغير المساجد الثلاثة، وقال: ((لا تتخذوا قبري عيدا، ولا بيوتكم قبورا، وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم))، والقول بشرعية شد الرحال لزيارة قبره يفضي إلى اتخاذه عيدا، ووقوع المحذور الذي خافه النبي من الغلو والإطراء كما قد وقع الكثير من الناس في ذلك بسبب اعتقادهم شرعية شد الرحال لزيارة قبره عليه الصلاة والسلام. وأما ما يروى في هذا الباب من الأحاديث التي يحتج بها من قال بشرعية شد الرحال إلى قبره عليه الصلاة والسلام، فهي أحاديث ضعيفة الأسانيد بل موضوعة كما قد نبه على ضعفها الحفاظ كالدارقطني، والبيهقي، والحافظ ابن حجر، وغيرهم فلا يجوز أن يعارض بها الأحاديث الصحيحة الدالة على تحريم شد الرحال لغير المساجد الثلاثة. وإليك أيها القارئ شيئا من الأحاديث الموضوعة في هذا الباب لتعرفها وتحذر الاغترار بها: الأول: من حج ولم يزرني فقد جفاني. والثاني: من زارني بعد مماتي فكأنما زارني في حياتي. والثالث: من زارني وزار أبي إبراهيم في عام واحد ضمنت له على الله الجنة. والرابع: من زار قبري وجبت له شفاعتي. فهذه الأحاديث وأشباهها لم يثبت منها شيء عن النبي . قال الحافظ ابن حجر في التلخيص:- بعد ما ذكر أكثر هذه الروايات- طرق هذا الحديث كلها ضعيفة. وقال الحافظ العقيلي: لا يصح في هذا الباب شيء. وجزم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، أن هذه الأحاديث كلها موضوعة، وحسبك به علما وحفظا واطلاعا. ولو كان شيء منها ثابتا لكان الصحابة م أسبق الناس إلى العمل به، وبيان ذلك للأمة ودعوتهم إليه؛ لأنهم خير الناس بعد الأنبياء وأعلمهم بحدود الله وبما شرعه لعباده، وأنصحهم لله ولخلقه، فلما لم ينقل عنهم شيء من ذلك دل ذلك على أنه غير مشروع، ولو صح منها شيء لوجب حمل ذلك على الزيارة الشرعية التي ليس فيها شد الرحال لقصد القبر وحده؛ جمعا بين الأحاديث، والله سبحانه وتعالى أعلم.
فصل في استحباب زيارة مسجد قباء والبقيع
ويستحب لزائر المدينة أن يزور مسجد قباء، ويصلي فيه لما في الصحيحين من حديث ابن عمر قال: (كان النبي يزور مسجد قباء راكبا وماشيا ويصلي فيه ركعتين)، وعن سهل بن حنيف قال: قال رسول الله : ((من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة كان له كأجر عمرة)) رواه أحمد والنسائي وابن ماجه، واللفظ له، والحاكم. ويسن له زيارة قبور البقيع وقبور الشهداء وقبر حمزة ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يزورهم، ويدعو لهم. ولقوله : ((زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة)) أخرجه مسلم. وكان النبي يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا: ((السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية)) أخرجه مسلم من حديث سليمان بن بريدة عن أبيه. وأخرج الترمذي عن ابن عباس ما قال: ((مر النبي بقبور المدينة فأقبل عليهم بوجهه فقال: السلام عليكم يا أهل القبور يغفر الله لنا ولكم أنتم سلفنا ونحن بالأثر)). ومن هذه الأحاديث يعلم أن الزيارة الشرعية للقبور يقصد منها تذكر الآخرة والإحسان إلى الموتى والدعاء لهم والترحم عليهم. فأما زيارتهم لقصد الدعاء عند قبورهم أو العكوف عندها أو سؤالهم قضاء الحاجات أو شفاء المرضى أو سؤال الله بهم أو بجاههم ونحو ذلك، فهذه زيارة بدعية منكرة لم يشرعها الله ولا رسوله ولا فعلها السلف الصالح م، بل هي من الهجر الذي نهى عنه الرسول حيث قال: ((زوروا القبور ولا تقولوا هجرا)). وهذه الأمور المذكورة تجتمع في كونها بدعة، ولكنها مختلفة المراتب فبعضها بدعة وليس بشرك كدعاء الله سبحانه عند القبور، وسؤاله بحق الميت وجاهه ونحو ذلك، وبعضها من الشرك الأكبر كدعاء الموتى والاستعانة بهم ونحو ذلك. وقد سبق بيان هذا مفصلا فيما تقدم، فتنبه واحذر واسأل ربك التوفيق والهداية للحق فهو سبحانه الموفق والهادي لا إله غيره، ولا رب سواه. هذا آخر ما أردنا إملاءه والحمد لله أولا وآخرا، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله وخيرته من خلقه محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. ******************
المصدر : الموقع الرسمي لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبدالله بن باز
رزقكم الله حجا مبرورا وسعيا مشكورا وذنبا مغفورا اللهم آمين
| |
|
الحامدة لنعم الله وسام الادارة العامة للمنتدى
الدولة : عدد المساهمات : 462 تاريخ التسجيل : 24/10/2010
| |
mesoo كبار الشخصيات
الدولة : عدد المساهمات : 194 تاريخ التسجيل : 27/09/2011 العمر : 33
| موضوع: رد: تنبيه [حكم زيارة قبر النبي عليه الصلاة والسلام] الأربعاء أكتوبر 19, 2011 11:21 am | |
| | |
|