الدولة : عدد المساهمات : 593 تاريخ التسجيل : 13/10/2010 العمر : 59
موضوع: حقائقُ من سماء الحقيقة الجمعة أكتوبر 28, 2011 11:30 pm
حقائقُ من سماء الحقيقة
يتساءل الواحد منا وهو يرقب أمة كبيرة عريضة الأرض واسعة الثروة، لماذا تضيع؟
أمةٌ فيها كتاب هو تَنـزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ يرشدها إلى مواطن قوتها، واتجاهِ نهضتها، وهي على ما هي عليه من الضياع!!
أمة فيها كتاب نقله إليها عَبْدُ الله الكامل المكمَّل المكمِّل محمد بسيرته وأفعاله وأحواله وأخلاقه، فلَمْ يكن في الكتابِ المنـزَّل عِوَج، ولم يكن في الناقل الأمين انحراف، فالكتاب مستقيم مقوِّمُ أقوم، والناقل نزيه منَزّهٌ أحكم، ولكنَّ الأمة المنتسبة إلى الكتاب وناقله هي على ما هي عليه من الضياع!!
يقل في الأمة – مع الأسف - الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ الذين يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ فيقرؤونه ويغوصون في بحره ويتخلقون بأخلاقه ويعملون بما حبب به ويجتنبون ما كرههم به....
ويكثرُ صنفٌ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ يبتغون الْفِتْنَة، يختبؤون خلف القرآن، يبذلون جهدهم لتسخيره في تحصيل مآربهم، وتيسير أهوائهم، وتبرير انزلاقاتهم... فصورهم إسلامية وبواطنهم نفاقية.. لا يزيدون ضياع الأمة إلا ضياعا، فلا هم نجومٌ في ظلماء الحيرة، ولا هم أدلةٌ في بيداء الجهالات...
- مجانبةُ التقليدِ الأعمى لأولئك النفاقيين القدامى الذين نقل القرآن خبرهم، ممن أنزلت عليهم كتب سماوية قديمة فهجروها وتناقضوا مع مضموناتها، ولم تستقِ قلوبهم من غيث معانيها، فأجدبت تلك القلوب وقست، حتى وقعوا في الفظائعِ والمستنكرات.
إن العالم غير المسلم ما يزال بين إنكار للقرآن أو حيرة فيه، والعالم المسلم قسمان: قسمٌ آمن إيمانا تقليديا بأن القرآن مقدَّسٌ، لكنه فهم أنَّ القرآن أوراقٌ مُصحفيةٌ وأنَّ تقديسه يكون من خلال تزيينه ووضعه في الأمكنة المرموقة، وقسم أقلّ عددا عرف أنَّ تقديس القرآن وتعظيمه يكون بالتفاعلِ قلبا وقالبا معه، إلى درجة لا تميز فيها بين الإنسان والقرآن، لأن الإنسان يتحول فيها إلى قرآن، وعندها يجيب ببداهة كما حكى الكتاب المنير: