الشاهد من ايطاليا:
ويتابع
:: قوله ::
بعد أن سجدت باكيا
وسَرت في جسدي قشعريرة
وراحة لم اشعر بها في حياتي
وتوجهتُ إلى المركز الثقافي الإسلامي
بمدينة ميلانو
حيث اُستُقبلت بحفاوة
وأشهرت إسلامي فورا , لعلي أجد حلا
ثم خرجت أنا ورجلين من المركز الإسلامي
و توجهنا إلى احد الحدائق العامة
نتبادل أطراف الحديث
عن الإسلام
*
*
كان الجو غائما
باردا شديد البرودة
وبينما نحن في الحديقة نمشي
اذ دخل وقت صلاة الظهر , فذهبنا إلى
احد ينابيع المياه داخل تجويف في احد الأشجار
وقام احدهم بتعليمي الوضوء , و كان الماء باردا جدا إلا
أنني كنت مستمتعا بالبرودة , وذهل الناس من حولنا من هذا الفعل
!!!!! ثم سألني رجل بلطفٍ خجول , ماذا تفعل والجو بارد !!!!
؟
:: فقلت ::
نتطهر لنعبد الله
ونقابل خالق الكون ونصلي
ثم أذن صاحبي المرافق آآآذان الظهر
وأقمنا الصلاة في داخل الحديقة
وسط ذهول الموجودين
ووالله
ما إن انتهينا من الصلاة
حتى كان عددنا عشرون رجلا
حيث تصادف وجود مجموعة من المسلمين
في الحديقة نفسها
!!!! وكانت المفاجأة !!!!
ضابط ايطالي
عمره في الخمسينات يرقبنا
بكامل زيه العسكري ثم تقدم واقترب من الإمام
وكنت استمع جالسا للمحادثة
الضابط
::
ماذا تفعلون
!؟!
فأجاب صديقي الإمام نصلي لله تعالى
:: قال ::
الضابط
وما هذا الدين
؟
:: قال ::
الإمام
الإسلام
قال الضابط
بتعجب بالغ
الإسلام !!!!!! الاسلام
دين سفك دماء وإرهاب وقتل
رد الإمام بكل هدوء و ثبات
ليس كذلك , بل الإسلام دين محبة , ودين سلام
*
*
ثم استأذنا قائمين لننصرف
.....
:: فقال ::
الضابط
كأنه ينادينا
وكيف يمكن لشخص أن يكون مسلما
؟
:: قال ::
الإمام
ببساطه يذهب إلى المركز الإسلامي يعلن إسلامه
:: قال الضابط ::
أريد أن ادخل في هذا الدين
قال الإمام لماذا
؟
:: فقال الضابط ::
(
نحن ُنعلم الطلاب الملتحقين بالجيش ست سنوات
كيف ينضبطون في صف واحد , ويتحركون سويا بإتقان
وانتم خلال خمس ثوان , اصطف عشرون رجلا
لا تعرفون بعضكم , واتبعتم إمامكم
وبكل دقة وانضباط
أشهد أن الذي علمكم هذا ليس بشرا
بل لابد أن يكون رب هذا الكون المستحق للعبادة.
اقشعر جسدي ... فقلت له أكمل
:: فقال ::
ذلك الضابط اسمه
"عبد الرحمن"
داعي إلى الله
في مترو الأنفاق
اسلم و حسن إسلامه
وإذا أردت أن أخبرك عن مكانه الآن
أقول لك هو في مترو الأنفاق
لقد تقاعد من الجيش واستلم مستحقاته
ومن بينها بطاقة مجانية للمواصلات
يدخل المترو المكتظ بالناس , من الصباح إلى المساء
و قد أطلق لحيته البيضاء , واستدار وجهه كأنه البدر
ثم يقول للجالسين في القطار
وباللغة العربية التي حفظ منها كلمته المعتادة
:: قائلا ::
"
أشهد
أن الله حق
وان محمدا صلى الله عليه وسلم حق
وإن الجنة حق , وإن النار حق , وان يوم القيامة حق
"
ثم يسرد المواعظ , وباللغة الايطالية
فيخرج معه عند الوصول إلى محطة النزول
عشرة إلى خمسة عشرة شخصا يشهرون إسلامهم فيما
وهذا حاله منذ أن أعلن إسلامه
(
قُلْ
هَذِهِ سَبِيلِي
أَدْعُو إِلَى اللَّهِ
عَلَى بَصِيرَةٍ
أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي
وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ
(108)
(وَمَنِ اتَّبَعَنِي)
ومن يتبع هذا الدين
وظيفته داعي إلى الله
ولو يتبصر فقط بآية
ومن يترك وظيفته
يطرد من عمله
(
هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ
تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ
فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ
وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ
وَاللَّهُ الْغَنِيُّ
وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا
يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ
(38)
....
أحمد من الظلام إلى النور
يتابع الايطالي
القصص العجيبة التي رآها وسمعها بنفسه
:: فيقول::
وبينما أنا في المركز الإسلامي في ايطاليا
إذ تقابلت مع رجل شاب ايطالي
أعطاه الله من جمال الشكل والوسامة الشيء الكثير
ملتحي , يتلألأ وجهه نورا اسمه احمد فسألته عن أحواله
:: قال احمد ::
كنت أعيش في مدينة
ميلانو
وعمري لم يتجاوز الثالثة و العشرون
أعيش في الظلام
ورثت عن والدي المتوفى مبالغ كبيرة جدا
قصورا ومصانع وسيارات فارهة
لم يكن يعيش في القصر معي سوى أمي وأختي
كنت لا اترك يوما من عمري بدون فواحش
ومنذ الإستيقاظ وحتى النوم
فأدمنت المخدرات
اتسبب لأمي الأذى الشديد , وادخل إلى غرفتي وأنام
وهذا حالي معها كل يوم
حتى أنها أصبحت تختبئ مني حتى أفيق
...
ومع حصولي على كل الشهوات
لم اشعر بالسعادة يوما
أنني كنت اشعر بضيق شديد
عابس الوجه , غليظا , شديد العصبية
خرجت إلى احد المقاهي في فترة الظهيرة
و لم ارغب اصطحاب أي من الفتيات معي
واشتريت جريدة , وطلبت كوبا من القهوة
وجلست اقرأ في المقهى على طريق المشاة
فإذا أنا برجل يقف بهدوء خلف كتفي
وانا لا التفت إليه , يسألني مبلغ مئة ليرة ايطالية
و يقول أريدها دينا أرجعه لك بعد شهر
(وتساوي عشرة ريالات سعودي أو أقل )
يقول أحمد
فأخرجتها من جيبي
ورفعت يدي إلى الخلف , دون النظر إليه
وطلبت منه الانصراف , لأنني لا أحب المتسولين
فلم أكن أطيق النظر أليهم.
.....................................
((يتبع))